- عن عُبادة بن الصامت ، رضي اللهُ عنه قال : قال رسولُ الله صلى اللهُ عليْه وسلم : « منْ شهد أنْ لا إله إلا اللهُ وحْدهُ لا شريك لهُ ، وأن مُحمدا عبْدُهُ ورسُولُهُ ، وأن عيسى عبْدُ الله ورسُولُهُ ، وكلمتُهُ ألْقاها إلى مرْيم ورُوح منْهُ ، وأن الجنة حق والنار حق ، أدْخلهُ اللهُ الجنة على ما كان من العمل » متفق عليه .
وفي رواية لمسلم : « منْ شهد أنْ لا إله إلا اللهُ ، وأن مُحمدا رسُولُ الله ، حرم اللهُ عليه النار » .
- وعن أبي ذرٍ ، رضي اللهُ عنه ، قال : قال النبيُ صلى اللهُ عليْه وسلم : « يقولُ اللهُ عز وجل: منْ جاء بالحسنة ، فلهُ عشْرُ أمْثالها أوْ أزْيدُ ، ومنْ جاء بالسيئة ، فجزاءُ سيئةٍ سيئة مثْلُها أوْ أغْفرُ . ومنْ تقرب مني شبْرا ، تقربْتُ منْهُ ذراعا ، ومنْ تقرب مني ذراعا، تقربْتُ منْهُ باعا، ومنْ أتاني يمشي ، أتيْتُهُ هرْولة ، ومنْ لقيني بقُراب الأرْض خطيئة لا يُشْركُ بي شيْئا، لقيتُهُ بمثْلها مغْفرة » رواه مسلم.
معنى الحديث : « منْ تقرب » إلي بطاعتي « تقربْتُ » إليْه برحْمتي ، وإنْ زاد زدْتُ، «فإنْ أتاني يمشي » وأسْرع في طاعتي « أتيْتُه هرْولة » أيْ : صببْبُ عليْه الرحْمة ، وسبقْتهُ بها ، ولمْ أُحْوجْهُ إلى المشْي الْكثير في الوُصُول إلى المقْصُود ، « وقُرابُ الأرْض» بضم القاف ويُقال بكسرها ، والضم أصح ، وأشهر ، ومعناه : ما يُقاربُ ملأها ، والله أعلم .
- وعن جابر ، رضي اللهُ عنه ، قال : جاء أعْرابي إلى النبي صلى اللهُ عليْه وسلم فقال : يا رسُول الله ، ما المُوجبتان ؟ فقال : « منْ مات لا يُشركُ بالله شيْئا دخل الجنة ، ومنْ مات يُشْركُ به شيْئا ، دخل النار » رواه مُسلم .
- وعن أنسٍ ، رضي اللهُ عنه ، أن النبي صلى اللهُ عليْه وسلم ، ومُعاذ رديفُهُ على الرحْل قال : «يا مُعاذُ » قال : لبييْك يا رسُول الله وسعْديْك ، قال : « يا مُعاذُ » قال : لبيك يارسُول الله وسعْديْك . قال : « يا مُعاذُ » قال : لبيْك يا رسُول الله وسعْديك ثلاثا ، قال : « ما من عبدٍ يشْهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ ، وأن مُحمدا عبْدُهُ ورسُولُهُ صدْقا منْ قلْبه إلا حرمهُ اللهُ على النار » قال : يا رسُول الله أفلا أُخْبرُ بها الناس فيستبشروا ؟ قال : «إذا يتكلُوا » فأخْبر بها مُعـاذ عنْد موْته تأثُما . متفق عليه .
وقوله : « تأثما » أيْ : خوْفا من الإثم في كتْم هذا العلْم .
.
- وعن عمر بن الخطاب ، رضي اللهُ عنه ، قال : قدم رسُولُ الله صلى اللهُ عليْه وسلم بسبْي فإذا امْرأة من السبْي تسْعى ، إذْ وجدتْ صبيا في السبْي أخذتْهُ فألْزقتْهُ ببطْنها ، فأرْضعتْهُ ، فقال رسُولُ الله صلى اللهُ عليْه وسلم : « أتُروْن هذه المرْأة طارحة ولدها في النار ؟ قُلْنا : لا والله . فقال : «للهُ أرْحمُ بعباده منْ هذه بولدها » متفق عليه.
- وعن أبي هريرة ، رضي اللهُ عنه ، قال : قال رسُولُ الله صلى اللهُ عليْه وسلم : « لما خلق اللهُ الخلْق ، كتب في كتابٍ ، فهُو عنْدهُ فوْق العرْش : إن رحْمتي تغْلبُ غضبي » .
وفي روايةٍ : « غلبتْ غضبي » وفي روايةٍ « سبقتْ غضبي » متفق عليه .
- وعنه قال : سمعْتُ رسُول الله صلى اللهُ عليْه وسلم يقول : جعل اللهُ الرحْمة مائة جُزْءٍ، فأمْسك عنْدهُ تسْعة وتسْعين ، وأنْزل في الأرْض جُزْءا واحدا ، فمنْ ذلك الجُزْء يتراحمُ الخلائقُ حتى ترْفع الدابةُ حافرها عنْ ولدها خشْية أنْ تُصيبهُ » .
وفي روايةٍ : « إن لله تعالى مائة رحْمةٍ أنْزل منْها رحْمة واحدة بيْن الجن والإنْس والبهائم والهوام ، فبها يتعاطفُون ، وبها يتراحمُون ، وبها تعْطفُ الوحْشُ على ولدها ، وأخر اللهُ تعالى تسْعا وتسْعين رحْمة يرْحمُ بها عبادهُ يوْم القيامة » متفق عليه .
ورواهُ مسلم أيضا من رواية سلْمان الفارسي ، رضي اللهُ عنه ، قال : قال رسُولُ الله صلى اللهُ عليْه وسلم : « إن لله تعالى مائة رحْمةٍ فمنْها رحْمة يتراحمُ بها الخلْقُ بيْنهُمْ، وتسْع وتسْعُون ليوْم القيامة » .
وفي رواية « إن الله تعالى خلق يوم خلق السموات والأرْض مائة رحْمةٍ كُلُ رحْمةٍ طباقُ ما بيْن السماء إلى الأرْض ، فجعل منها في الأرْض رحْمة فبها تعْطفُ الوالدةُ على ولدها والْوحْشُ والطيْرُ بعْضُها على بعْضٍ فإذا كان يوْمُ القيامة ، أكْملها بهذه الرحْمة » .
- وعنه قال : قال رسول الله صلى اللهُ عليْه وسلم : « والذي نفْسي بيده لوْ لمْ تُذنبُوا ، لذهب اللهُ بكُمْ ، وجاء بقوم يُذْنبُون ، فيسْتغْفرُون الله تعالى ، فيغْفرُ لهُمْ رواه مسلم .
- وعن أبي أيُوب خالد بن زيد، رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى اللهُ عليْه وسلم يقول: « لوْلا أنكُمْ تُذنبُون ، لخلق اللهُ خلقا يُذنبون ، فيسْتغْفرُون ، فيغْفرُ لهُمْ » رواه مسلم .
- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : كُنا قُعودا مع رسول الله صلى اللهُ عليْه وسلم ، معنا أبُو بكْر وعُمرُ ، رضي الله عنهما في نفرٍ ، فقام رسول الله صلى اللهُ عليْه وسلم منْ بيْن أظْهُرنا ، فأبْطأ عليْنا، فخشينا أنْ يُقْتطع دُوننا ، ففزعْنا ، فقُمْنا ، فكُنْتُ أول منْ فزع ، فخرجتُ أبْتغي رسول الله صلى اللهُ عليْه وسلم ، حتى أتيتُ حائطا للأنْصار وذكر الحديث بطُوله إلى قوله : فقال رسول الله صلى اللهُ عليْه وسلم : « اذْهبْ فمنْ لقيت وراء هذا الحائط يشْهدُ أنْ لا إله إلا الله ، مُسْتيقنا بها قلبُهُ فبشرْهُ بالجنة » رواه مسلم .
.
- وعن مُعاذ بن جبلٍ ، رضي الله عنه ، قال كُنتُ ردْف النبي صلى اللهُ عليْه وسلم على حمارٍ فقال : « يا مُعاذُ هل تدري ما حقُ الله على عباده ، وما حقُ الْعباد على الله ؟ قلت : اللهُ ورسُولُهُ أعْلمُ . قال : « فإن حق الله على العباد أن يعْبُدُوه ، ولا يُشْركُوا به شيْئا ، وحق العباد على الله أنْ لا يُعدب منْ لا يُشركُ به شيْئا ، فقلت : يا رسولُ الله أفلا أُبشرُ الناس ؟ قال : « لا تُبشرْهُم فيتكلُوا » متفق عليه .
- وعن البراء بن عازبٍ ، رضي الله عنهما ، عن النبي صلى اللهُ عليْه وسلم قال : « المُسْلمُ إذا سُئل في القبر يشهدُ أن لا إله إلا الله ، وأن مُحمدا رسولُ الله ، فذلك قولهُ تعالى : {يُثبتُ اللهُ الذين آمنُوا بالقوْل الثابت في الحياة الدُنيا وفي الآخرة } [ إبراهيم : 27 ] متفق عليه .
- وعن أنسٍ ، رضي اللهُ عنه عن رسول الله صلى اللهُ عليْه وسلم قال : « إن الكافر إذا عمل حسنة ، أُطعم بها طُعمة من الدُنيا ، وأما المُؤمن ، فإن الله تعـالى يدخرُ لهُ حسناته في الآخرة ، ويُعْقبُهُ رزْقا في الدُنْيا على طاعته » .
وفي روايةٍ : « إن الله لا يظْلمُ مُؤْمنا حسنة يُعْطى بها في الدُنْيا ، ويُجْزى بها في الآخرة، وأما الْكافرُ ، فيُطْعمُ بحسنات ما عمل لله تعالى ، في الدُنْيا حتى إذا أفْضى إلى الآخرة ، لمْ يكُنْ لهُ حسنة يُجْزى بها » رواه مسلم .
- وعن جابرٍ ، رضي الله عنه قال : قال رسولُ الله صلى اللهُ عليْه وسلم : « مثلُ الصلوات الخمْس كمثل نهرٍ جارٍ غمْرٍ على باب أحدكُمْ يغْتسلُ منْهُ كُل يوْمٍ خمْس مراتٍ » رواه مسلم.
« الْغمْرُ » الْكثيرُ .
- وعن ابن عباسٍ ، رضي الله عنهما ، قال : سمعتُ رسول الله صلى اللهُ عليْه وسلم يقول : «ما منْ رجُلٍ مُسلمٍ يمُوتُ فيقُومُ على جنازته أربعُون رجُلا لا يُشركُون بالله شيئا إلا شفعهُمُ اللهُ فيه»رواه مسلم .
- وعن ابن مسعودٍ ، رضي اللهُ عنه ، قال : كُنا مع رسول الله صلى اللهُ عليْه وسلم في قُبةٍ نحوا منْ أربعين ، فقال : « أترضون أنْ تكُونُوا رُبُع أهْل الجنة ؟ » قُلْنا: نعم ، قال : «أترضون أن تكُونُوا ثُلُث أهْل الجنة ؟ » قُلْنا : نعم ، قال: « والذي نفسُ مُحمدٍ بيده إني لأرجُو أنْ تكُونُوا نصف أهْل الجنة ، وذلك أن الجنة لا يدخُلُها إلا نفس مُسلمة ، وما أنتُمْ في أهْل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود ، أوْ كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحْمر » متفق عليه.
- وعن أبي موسى الأشعري ، رضي الله عنه ، قال : قال رسولُ الله صلى اللهُ عليْه وسلم : «إذا كان يوْمُ الْقيامة دفع اللهُ إلى كُل مُسْلمٍ يهُوديا أو نصْرانيآ فيقُولُ : هذا فكاكُك من النار» .
وفي رواية عنهُ عن النبي صلى اللهُ عليْه وسلم قال : « يجيءُ يوْم الْقيامة ناس من المُسْلمين بذُنُوبٍ أمْثال الجبال يغفرُها اللهُ لهمُ » رواه مسلم .
قوله : « دفع إلى كُل مُسْلمٍ يهوديا أوْ نصرانيا فيقُولُ : هذا فكاكُك من النار » معْناهُ ما جاء في حديث أبي هريرة ، رضي اللهُ عنهُ : « لكُل أحدٍ منزل في الجنة ، ومنزل في النار، فالمُؤْمن إذا دخل الجنة خلفهُ الكافرُ في النار ، لأنهُ مُسْتحق لذلك بكُفْره » ومعنى «فكاكُك » : أنك كُنْت مُعرضا لدُخُول النار ، وهذا فكاكُك ، لأن الله تعالى قدر للنار عددا يمْلؤُها ، فإذا دخلها الكُفارُ بذُنُوبهمْ وكُفْرهمْ ، صارُوا في معنى الفكاك للمُسلمين . والله أعلم .
- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : سمعتُ رسول الله صلى اللهُ عليْه وسلم يقول : « يُدْنى المُؤْمنُ يوم القيامة منُ ربه حتى يضع كنفهُ عليه ، فيُقررهُ بذُنُوبه ، فيقولُ: أتعرفُ ذنب كذا؟ أتعرفُ ذنب كذا ؟ فيقول : رب أعْرفُ ، قال : فإني قد سترتُها عليك في الدُنيا، وأنا أغْفرُها لك اليوم ، فيُعطى صحيفة حسناته » متفق عليه .
كنفُهُ : ستْرُهُ ورحْمتُهُ .
- - وعن أنسٍ ، رضي الله عنه ، قال : جاء رجُل إلى النبي صلى اللهُ عليْه وسلم فقال : يا رسول الله أصبْتُ حدا ، فأقمْهُ علي ، وحضرت الصلاةُ فصلى مع رسول الله صلى اللهُ عليْه وسلم فلما قضى الصلاة قال : يا رسول الله إني أصبْتُ حدا ، فأقمْ في كتاب الله ، قال : « هلْ حضرْت معنا الصلاة ؟ » قال : نعم : قال«قد غُفر لك » متفق عليه .
وقوله : « أصبْتُ حدا » معناه : معْصية تُوجبُ التعْزير ، وليس المُرادُ الحد الشرْعي الْحقيقي كحد الزنا والخمر وغيْرهما ، فإن هذه الحُدود لا تسْقُطُ بالصلاة، ولا يجوزُ للإمام ترْكُها .
- وعنه قال : قال رسول الله صلى اللهُ عليْه وسلم : « إن الله ليرضي عن الْعبْد أنْ يأْكُل الأكلة، فيحْمدُهُ عليها ، أوْ يشْرب الشرْبة ، فيحْمدُهُ عليها » رواه مسلم.
« الأكْلةُ » بفتح الهمزة وهي المرةُ الواحدةُ من الأكل كالْغدْوة والْعشْوة ، والله أعلم .
- وعن أبي موسى ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى اللهُ عليْه وسلم ، قال : « إن الله تعالى، ببْسُطُ يدهُ بالليل ليتُوب مُسيءُ النهار ، ويبْسُطُ يدهُ بالنهار ليتُوب مُسيءُ الليل حتى تطْلُع الشمسُ منْ مغْربها » رواه مسلم .
الموضوع : احاديث نبوية تحث على الرحمة المصدر : اسم منتداك هنا الكاتب: اسماعيل اسامة توقيع العضو/ه :اسماعيل اسامة |
|